بحيرة تيكلمامين لطالما كنت اتمنى زيارة هذا المكان الهادئ , لقد اعجبني منظرها الساحر وصور غروب الشمس التي تطل على البحيرتان , سميت تيكلمامين بنضارة الاطلس لانها على شكل بحيرتان ملتصقتان ومن الاعلى تظهر على شكل نضارة فسبحان الخالق
اشتهرت هاته البحيرة على مجموعات الفيسبوك والمنتديات الخاصة بالتخييم , نظرا لمنظرها الفريد وجمالها الخلاب , وكنت دائما متشوق لزيارتها , ولعل هاته المرة هو الوقت المناسب .
فنحن نتواجد بدوار واويزغت القريب من مدينة بني ملال , هناك حيث دار بيننا نقاش عن رحلتنا التالية
اختلف الاصدقاء عن الوجهة فهاك من اراد زيارة شلالات اوزود اما البقية ومنهم انا كنا نود زيارة بحيرة تيكلمامين
ومع الاسف افترقنا في هاته المحطة وكل اكمل رحلته فذهب اثنان لشلالات اوزود وبقي الاخرون .
طريق الوصول لبحيرة تيكلمامين
بعد توديع اصدقائنا ركبنا الطاكسي متوجهين لمدينة بني ملال , ثم من مدينة بني ملال استقلينا طاكسي اخر الى خنيفرة ثم من خنيفرة ركبنا الحافلة الى مكان يسمى “امالو” هناك انتظرنا وصول احد السائقين او كما يسمى بالنقل المزدوج “الخطاف” لكي يقلنا الى ضاية تيكلمامين .
انتظرنا لفترة من الوقت فقد اخبرنا السائق ان هناك مجموهة قادمة وعلينا الانتظار .
اشترينا ما يلزمنا من ماكل وشرب فلقد نفدت مؤونتنا … في امالو كل شيء متوفر من خضار وفواكه ولحوم وجميع مايلزمك من حاجيات اساسية …
وضعنا حقائبنا في خلفية السيارة وانتظرنا لبرهة من الوقت لحين وصول المجموعة , وبعد مرور ساعة تقريبا وصلت المجموعة وقرر السائق الانطلاق .
كانت تيكلمامين تبعد بحوالي بحوالي 35 كلم عن مدينة خنيفرة واستغرقت الرحلة حوالي ساعة تقريبا او او اكثر , وقد بدات الشمس في الغروب وبدا الظلام يظهر شيئا فشيئا .
الى ان وصلنا في الظلام الحالك وهاته ثاني مرة نصل في الليل , قمنا بانزال متاعنا من السيارة ودلنا السائق على مكان وضع الخيم , لان الليل حالك ولم تكن لدينا اي فكرة
نصبنا الخيم بسرعة , كانت هناك ثلاث مجموعات , المجموعة الكبيرة مكونة تقريبا من 15 شخص , ومجموعة اخرى صغيرة مكونة من فردين ونحن الثلاثة لوحدنا في هذا المكان الجميل .
لقد كانت ضاية تيكلمامين على غير عادتها فارغة , اما في حال لم ترافقنا هاته المجموعات فلقد كنا سوف نجرب التخييم لاول مرة في مكان فارغ لا احد فيه .
خرجنا بسرعة لاحضار الماء وبعض الحطب لاشعال النار , تعارفنا بسرعة مع المجموعة الثانية الصغيرة فلقد كانو اشخاص لطفاء , وقررنا الذهاب جماعة , وجدنا عينا صغيرة بجانب البحيرة ملانا القنينات وفي طريقنا التقطنا بعض الحطب الكافي لتحضير وجبة العشاء .
كان الظلام حالكا ولم يكن هناك الكثير لاستكشافه وقد انهكنا التعب , لذلك خلدنا للنوم باكرا .
سحر نضارات الاطلس تيكلمامين
في الصباح الباكر استيقظت وانا بكل حماسي لرؤية اول مرة سحر هاته البحيرة , لقد كان الجو ساحرا , فالصمت والهدوء يخيمان على المكان
نزلت الى البحيرة وقمت بغسل وجهي بالماء البارد , جلست لبرهة للتامل واسترجاع طاقتي في انتظار ان يستيقظ اصدقائي .
مع الاسف رغم جمالية المكان اكتشفنا في الصباح وجود كمية كبيرة من الازبال تركها اشخاص اخرون
لذلك اول شيء فعلناه هو التعاون لجمع اكبر كمية من الازبال ثم حرقها .
التعرف على اصدقاء جدد في التخييم
مايميز التخييم هو انه يتيح لك الفرصة للتعرف على اصدقاء جدد يبادلونك نفس الحب لهاته الهواية .
شيئا فشيئا بدانا نتعرف على افراد المجموعة الكبيرة , لقد اتو من مختلف المدن المغربية هناك من اتى من الرباط واخرون من سطات والدار البيضاء . كانو اشخاصا رائعين بصراحة وقضينا وقتا شيقا معهم , ففي الليل كنا نشعل نارا كبيرة ونجتمع حولها ونتبادل اطراف الحديث مع احتساء كوب من الشاي اللذيذ .
تعمقت صداقتنا معهم بشكل كبير وهذا ما اعطى لهاته التجربة نكهة خاصة .
درجات البرودة المنخفضة في ضاية تيكلمامين
كانت درجات البرودة تنخفض في الليل بشكل كبير جدا عكس امسفران , فلا يمكنك البقاء في الليل خارجا بدون اشعال النيران , لذلك كنا نجمع الحطب بكميات كبيرة للسهر في الليل …
برودة الجو مع دفئ النيران المشتعلة والصمت المطبق على المكان , اعطى لهاته الليالي جمالية لا تنسى وجلعنا نسهر لوقت متاخر من الليل .
المعاناة مع التعب الشديد اثناء التخييم
ما لاحظته انا واصدقائي هو التعب الذي حل بنا , على الرغم من النوم الكافي واخذ قسط كافي من الراحة , الا ان اجسامنا اصابها التعب الشديد , فطريق امسفران الطويل الذي استمر ليوم كامل ثم الصعود للقمة التي اخذت منا جهدا كبيرا كل هاته العوامل انهكت اجسامنا , وقد بدا الحماس يقل شيئا فشيئا .
لقد اخبرت اصدقائي انه في حال لم نلتقي بهاته المجموعة الرائعة لكنا عدنا ادراجنا , فالتعب والتخييم لا يلتقيان وتبدا في التكاسل عن بعض النشاطات , مثل استكشاف الغابة والصعود للقمة وجمع الحطب واحضار المياه الخ …
كل شيء متوفر في ضاية تيكلمامين :
ما اعجبني اكثر في هاته البحيرة هو توفر جميع الاحتياجات التي يحتاجها عشاق التخييم , فلقد كان الحطب والماء متوفران بكثرة
اما الخبز فكنا نذهب لاحد الدوراير الصغيرة المتواجدة قرب البحيرة ونشتري منهم خبزا لذيذا تم تحضيره في فرن تقليدي .
وهناك دكان صغير لشحن الهاتف وشراء ما يلزمك من حاجيات .
ورغم وجود القردة في ضاية تيكلمامين الا انها كانت لطيفة على عكس قردة اكلمام , هنا القردة غير مستانسة بالزوار وتخاف منهم لذلك كنا نراها من مسافة بعيدة فقط تلقي نظرة ثم تختفي بين اشجار الغابة .
نهاية الرحلة وتوديع الاصدقاء
وكما العادة دائما عند نهاية اي رحلة تنخفض المعنويات بشكل كبير , جمعنا اغراضنا في انتظار وصول وسيلة النقل التي سوف تعيدنا الى مدينة خنيفرة .
تناولنا اخر افطار لنا , كانت المحطة قريبة من مكان الافطار , انا واصدقائي سوف نشتري تذاكر لمدينة فاس اما الاخرون فكل وجهته , هناك من هو متوجه للرباط .
واخرون لمدينة الدار البيضاء لذلك كان موعد الانطلاق مختلفا , تبادلنا ارقام الهواتف واتفقنا على ضرورة تجربة التخييم مرة اخرى .
كانت لحظات عاطفية بعض الشيء , قمنا بتوديع الجميع وداعا حارا , وجلسنا داخل المحطة منتظرين وصول حافلتنا المتوجهة الى مدينة فاس .
وهكذا تكون انتهت رحلتنا المشوقة والطويلة .
اقر ايضا :