لا يمكنك زيارة امسفران بدون الصعود للقمة وتحدي نفسك بتجربة مغامرة مختلفة , انه تحدي رائع بين عشاق التخييم , على ارتفاع اكثر من 1800 م تطل قمة امسفران على منظر ساحر ينسيك تعب الطريق .
فكيف مرت تجربة الصعود لاول قمة ؟
صعوبة الطريق لقمة امسفران
اتفقنا جميعا على الصعود في الصباح الباكر وباننا سوف نذهب جماعة بدون ترك اي شخص يحرس الامتعة والخيم , فلقد لاحظنا ان المكان امن وعدم وجود القردة التي تخرب كل شيء , من باب الاحتياط فقط اخذنا معنا الهواتف والاموال والاوراق المهمة مثل بطاقة التعريف الى غير ذلك , وانطلقنا صباحا .
خرحنا متحمسين ونحن نغني في الطريق ونمرح ونمزح مع بعضنا البعض , في الوهلة الاولى اعتقدنا ان القمة قد تكون سهلة لكن مع مرور الدقائق والساعات بدات الامور تصعب شيئا فشيئا .
فنصف الطريق تقريبا واضح وسالك وهناك كراسي للراحة واخذ نفس ثم تكمل طريقك بين الغاابات والجبال
وكلما اقتربت الى القمة ازدادات صعوبة الطريق , ولاننا كنا مبتدئين ولنقص التجربة والخبرة الكافية , لم نقتصد في الجهد وما انصح به عند تسلق قمة جبلية هو اقتصاد الجهد , فلقد كنا نتعاند مع بعضنا البعض من يتعب الاول وهذا خطا ويجعل من التسلق امرا شاقا ومتعبا .
التعب والعياء وعدم الخبرة زاد من صعوبة الامر
من الاخطاء التي ارتكبناها ايضا عدم اخذ كمية كافية من الماء , فقنينة واحدة لاتكفي لخمسة اشخاص , وقبل وصولنا للقمة نفد الماء منا وتبقى القليل لتحضير وجبة الافطار لاننا قررنا تناول وجبة الافطار على القمة .
فالجوع ايضا والصعود للقمة بمعدة فارغة زاد من صعوبة الامر , وما يفعله المحترفون هو تناول المكسرات او التمر او الزبيب .
ولكن لايهم فعند وصولنا للقمة نسينا كل شيء واستمتعنا بالمنظر الرائع .
تناول وجبة الافطار على قمة امسفران
من بين اروع التجارب التي خضناها هي الاستمتاع بوجبة افطار وكوب شاي لذيذ اعلى القمة , ونحن في قمة السعادة والنشاط .
التقطنا صورا للذكريات واسترجعنا انفاسنا وقررنا العودة .
فالعودة اسهل نوعا ما ولا تتطلب جهدا , بعد وصولنا للاسفل اتجهنا مسرعين لاقرب منبع مائي , فلقد جف حلقي من شدة العطش .
العودة للمخيم بسلام
رغم ترك امتعتنا تقريبا لنصف يوم كامل وجدنا كل شيء على مايرام , وهذا ما احبه بصراحة في اماكن التخييم , لا احد سوف يمسك بسوء . طالما انك تحترم اهمل المنطقة ولا تتعامل معهم بشكل سيء ونادرا مانسمع عن وقوع سرقات او تعدي على الزوار سواء في امسفران او اي مكان اخر في المغرب .
لقد قمت بالتخييم في عدة اماكن والحمد لله دائما ما اشعر بالامان اكثر من وجودي داخل المدينة , لان اغلب الاشخاص مترددون في تجربة التخييم معتقدين ان شيئا ما سيئا سوف يحدث , نعم بالفعل هناك دائما احتياطات ضرورية مثل الذهاب في مجموعات واخذ معلومات عن المكان الخ … وسوف اخصص مقالا كاملا عن اهم الاحتياطات قبل التخييم .
عند حلول المساء قررنا اشعال نار ضخمة للسهر والتدفئة , لم تكن درجة حرارة البرد منخفضة بشكل كبير
اجتمعنا حول النار نرقص ونتبادل اطراف الحديث والنكات , كان الاجواء بالفعل مستأنسة وكنا لوحدنا في ذلك المخيم لذلك لا احد اشتكى من الضجيج .
نصائح مهمة عند الصعود لقمة جبل امسفران :
- اخذ كميات كافية من المياه .
- لاتنسى المكسرات او الزبيب لاسترجاع الطاقة عند الشعور بالتعب .
- الاستعانة بمرشد او شخص من اهل المنطقة سوف يختصر عليك الطريق والجهد فهم ادرى بتلك المنطقة
- الصعود في الصباح الباكر , من اكثر الاخطاء التي يفعلها الزوار هو الصعود مساءا فقد يحل الظلام في طريق العودة وهذا يشكل خطرا نظرا لوعورة الطريق .
- اخذ راحة بين الفينة والاخرى لاقتصاد الجهد والاستمتاع بجمالية الطريق .
توديع امسفران لوجهة اخرى
بعد قضاء اربعة ايام في امسفران , قررنا تجربة رحلة اخرى , على الرغم من اننا لم نكمل اكتشاف سحر امسفران مثل الشلالات والغابات المجاورة فشساعة هذا المكان تحتاج لاسبوع او اكثر لاستكشافه بشكل كامل .
في الصباح الباكر قما بجمع متاعنا وتنظيف المكان وذهبنا للطريق في انتظار النقل المزدوج , قرر السائق التوقف في دوار يسمى تيلوكيت يبعد عن امسفران بحوالي 10 كلم هناك تناولنا وجبة الافطار بانتظار رجوع السائق لاكمال الطريق لواويزغت , وهنا تنتهي رحلتنا في امسفران , بالفعل اشتقت بسرعة للمكان واتفقنا ان شاء الله على ان نعود مرة اخرى .
اقرأ أيضا :
سحر بحيرة ويوان وسط الثلوج , تجربة الثلج لاول مرة في التخييم