نكمل مسيرتنا نحو وجهة اخرى فبعد قضاء ليلة رائعة وسط نهر ام الربيع قررنا المضي قدما
هذا ماتمتاز به مدينة خنيفرة , يمكنك زيارة عدة اماكن خلابة دون الحاجة للسفر لمدة طويلة
في طريقنا لبحيرة ويوان والتي كانت تبعد عن نهر ام الربيع بحوالي 10 كلم , ازدادات كثافة تساقط الثلوج واشتد البرد , اخبرنا السائق باننا جد محظوظون وان تساقط الثلج سوف يتساقط لمدة ليلة واحدة على ان يكون الصباحا مشمشا ان شاء الله …
بعد مرور 20 دقيقة تقريبا كنا بالفعل قرب البحيرة اوصانا السائق بضرورة اخذ الاحتياطات الازمة واخذنا منه رقم الهاتف في حال اردنا العودة وكانت الطريقة سالكة , ما شد انتباهي هي تصرفات اهل المنطقة فهم متعاونون وجد كرماء ولا يبخلون بمد يد المساعدة رغم الصعوبات التي يمرون بها .
شعور تجربة التخييم في الثلج لاول مرة
هرولنا بسرعة للبحث عن افضل مكان للتخييم والثلج يتناثر بقوة , انها اول مرة لنا كاشخاص مبتدئين في التخييم
شعور لا يوصف , نصبنا الخيمة بسرعة ووضعنا ملابسنا ومتاعنا داخل الخيمة وخرجنا بكل شغف لاستكشاف الاجواء.
بالفعل اول شيء فعلناه هو اخذ صور مع الثلج وخصوصا ان لون الضاية تغير بالكامل , فبحيرة ويوان غالبا مايكون لونها اخضر غامق لكن بسبب تساقط الثلوج اصبحت سوداء ومخيفة بشكل جميل وسط الثلوج البيضاء سبحان الخالق .
الجو بارد وقارص ولا يمكنك البقاء فيه لمدة طويلة فقدماك ويديك سوف تتجمدان هههه , لذلك كنا نعود الى الخيمة للتدفئة اخبرت اصدقائي انه يجب علينا جمع الحطب قبل ان تزيد كثافة الثلوج , اخذنا الفاس الخشبي الذي احضرناه معنا واتجهنا نحو الغابة لجمع مايمكن ايجاده .
الاستعداد وسط اجواء باردة جدا
بعد عودة الاصدقاء بكمية لا باس بها من الحطب , لقد حان وقت وجبة الغذاء فجو الثلوج والبرد يشعرك بالجوع الشديد كانت الاستعدادات مختلفة تماما , لكن هذا لم يقلل من نشاطنا بل بالعكس كنا متحمسين جدا ومتعاونين ومرحين .
احدهم قام باحضار الماء من مكان بعيد لان ماء بحيرة ويوان غير صالح للشرب اما انا وصديقي فقمنا بتحضير وجبة السباغيتي اللذيذة ولكي نوفر الماء استعملنا الثلج لغلي السباغيتي وتحضير الشاي
صدقوني لقد كان مذاقه رائعا .
الدفئ والنار وسط الثلوج صدفة للتعرف على اصدقاء جدد عند التخييم
في المساء ازدادت حدة البرد لذلك قرر الجميع مشاركة النار باشعال اكبركمية من الحطب , كانت فرصة للتعرف على اصدقاء جدد وتبادل الاحاديث والنكات والتجارب , كان هناك اششخاص قد اتو من مدينة الدار البيضاء واخرون اتو من تطوان وطنجة وحتى اكادير
لم نشعر بالبرد ابدا وسط تلك الاحاديث والتجارب …
هذا مايميز تجربة التخييم , فهو يعطيك فرصة للتعرف على اصدقاء جدد رائعون يشاركونك نفس الشغف .
ليلة جامدة وصعبة وسط ثلوج بحيرة ويوان
بعد وقت متاخر من الليل اصابنا التعب , وقد حان وقت النوم , وكما اخبرتكم من قبل فان الخيمة صيفية لذلك علمنا ان الليلة سوف تكون صعبة نوعا ما , دخلنا الخيمة وبدانا بالتحضير لهاته الليلة القارصة , قمنا باتداء جميع ملابسنا الاحتياطية لتخفيف حدة البرد , بعض اصدقائي لم يكن لديهم فرشة النوم او كما يسمى بالصاك كوشاج وهذا مازاد الليلة صعوبة , لكن لا يهم فكل شيء سوف يكون على مايرام .
بعد حلول الساعة الخامسة صباحا تقريبا استيقظت ولم استطع النوم بسبب البرد الشديد فلقد وصل انخفاض الحرارة ل -6 درجات تحت الصفر سمعت احاديثا في الخارج وارتديت قبعتي وخرجت من الخيمة , وجدت بعض الاصدقاء لم يستطيعو النوم ومازالو يتبادلون اطراف الحديث وهم يستدفئون بالنار
اخبروني ان انخفاض درجة الحرارة وشدة البرد لم تجعلهم ينامون لذلك قررو البقاء حتى الصباح , صدقوني لقد كان الجو باردا جدا فعدت لداخل الخيمة بسرعة .
ونمت نوما خفيفا الى ان اتى الصباح
عند الاستيقاظ والخروج من الخيمة لم اصدق , فلقد تغير الجو بالكامل وسطعت الشمس , كان الجو مختلفا وكما اخبرني السائق بان تساقط الثلج سوف يستمر لمدة ليلة واحدة , في هذا الجو الرومنسي الجميل قمت بتحضير قهوتي على نار جمر خفيفة اخذت فنجاني لمكان قرب البحيرة واستمتعت بكل هدوء وسلام وانا اراقب بط البحيرة وهو يسبح في مياه مجمدة …
عدم الاستعداد الكافي للتخييم في اجواء باردة جدا
ما لاحظته و اود مشاركته معكم هو ضرورة اخذ الاحتيطات الازمة خصوصا في الاجواء الباردة
لكي تستمتع بمثل هاته الاجواء يجب ان تحظى بنوم هادئ ودافئ بالليل , حتى تستعيد عافيتك وطاقتك وتزاول نشاطاتك في الصباح بكل حيوية
وتشمل هاته الا ستعدادات :
- خيمة مناسبة لفصل الشتاء وخصوصا عند التخييم في الثلج
- ملابس داخلية وخارجية خاصة بفصل الشتاء واخرى احتياطية .
- علبة دواء تحتوي على مسكنات الم واسعافات اولية .
- ارتداء جاكيت مناسب وقفازات وقبعة راس .
- كيس النوم خاص بفصل الشتاء ويتحمل درجات منخفضة من البرودة
- ولكي تستمتع بالنوم وسط الثلوج احرص على شراء فراش تخييم مناسب وعازل للبرد .
- اكل صحي يزودك بالطاقة والحيوية مثل المكسرات والتمر وحساء الدجاج الساخن .
نهاية الرحلة والتوجه الى مدينة فاس :
بعد احتساء كوب القهوة الرائع وسط هذا المنظر الخلاب عدت الى الخيمة لتناول وجبة الافطار , اتفق الاصدقاء على العودة للديار لم نستطيع قضاء ليلة اخرى رغم ان الجو اصبح مناسب ومشمش , وبالفعل هذا ماكان فلقد بدانا بجمع اغراضنا والحزن واضع على وجوهنا
لكن ما في اليد حيلة فهاته التجربة تحتاج لمعدات وتجهيزات , ودعنا اصدقائنا واتجهنا نحو الطريق لكي نجد وسيلة نقل الى مدينة مريرت ثم من مريرت الى مدينة فاس , هاته المرة لم نواجه صعوبة في ايجاد وسيلة نقل ما ان خرجنا للطريق حتى مرت بجانبا حافلة صغيرة مختصة بنقل اهل المنطقة , وضعنا امتعتنا بسرعة وانطلقنا بين الجبال التي يكسوها البياض .
كانت الطريق جميلة جدا يمكنك رؤية نهر ام الربيع يشق طريقة بين الهضاب
وجبال الاطلس الشامخة والغابات الكثيفة , استمتعت جدا بالطريق ولم اشعر بطول الوقت لان بين بحيرة ويوان ومريرت تقريبا 35 كيلو متر .
استقلينا لحافلة متوجهين لمدينة فاس , وقد انتهت رحلتنا الطويلة المليئة بالمغامرات والتقلبات الجوية , ففي هاته الرحلة جربنا جميع الفصول تقريبا ففي اول يوم في ضاية اكلمام ازكزا كان الجو مشمشا وحارا نوعا ما وهو ماجعل اصدقائي يذهبون للسباحة ثم في اليوم التالي اتت رياح قوية وتساقطات مطرية شديدة , وبعد ذلك تساقطات ثلجية كثيفة , وهذا ما اعطى لهاته الرحلة ميزة خاصة وذكريات لا تنسى .
هل بحيرة ويوان تستحق الزيارة ? :
نعم وبكل تاكيد سواء في فصل الصيف او في فصل الشتاء يمكنك الذهاب مع اصدقائك او عائلتك وتجربة التخييم في البرية مايميز هاته البحيرة هو هدوئها ومناظرها الخلابة , يوجد بقربها فندق للعائلات في حال لم تكن تفضل المبيت داخل الخيمة .
وافضل وقت بالسبة الى لزيارة بحيرة ويوان هو فصل الشتاء وخصوصا عندما تغطى بشكل كامل بالثلج .
اقرا ايضا :
